Published on Jul 20, 2018 سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم اشترك فى القناة الثانية: تحدي 24 ساعه في المطاعم السريعه ----------------------------------- Snapchat: mr3lwa ----------------------------...
إنه لا يستطيع أن يفعل معي إلا ما قدَّره الله عليَّ، وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفِعت الأقلام وجفَّت الصحف))؛ رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح 2516. وقد يكون الحادث الحاصل مؤدِّيًا إلى خير مادي كبير، قال الله تعالى: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [البقرة: 216]، وقال أيضًا: ﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19]، والعرب تقول: رب ضارة نافعة، وقد شهِدتُ في حياتي كثيرًا من الحوادث تجلَّت فيها هذه الحقيقة، فليرضَ المرء بما قدَّر الله، فمن رضي فله الرضا، ومن سخِط فله السُّخط. ذُكرتْ لي قصة واقعيَّة من هذا القبيل عن آذِن مدرسة أُميٍّ كان يقوم بتنظيف المدرسة، وفوجئ بتعيين مدير جديد، وكان النظام يُعطي المدير صلاحيات واسعة من التوظيف والفَصْل. فطلب المدير من الأساتذة والموظَّفين أن يوقِّعوا في كشف الحضور عند قدومهم في الصباح، وعند خروجهم في المساء، فاستجابوا جميعًا لذلك إلا الآذن، فسأله المدير عن سبب امتناعه من التوقيع، فأجاب: لم أمتنع يا سيدي، ولكني إنسان أميٌّ لا أقرأ ولا أكتب.
وهنا ثارت ثائرة المدير وصاح بأعلى صوته: أنت أُمي في معهد العلم؟! لا يكون هذا أبدًا، أنت مفصول من العمل منذ الآن، حاول هذا الموظف الفقير أن يستثير فيه الشفقة والرحمة وقال له: يا سيدي، لا علاقة لعملي بالقراءة والكتابة، أرجوك ارحم عيالي! فأنا الكاسب الوحيد لهم، ولكنه لم يَستجب، وصرفه لساعته، فخرج هذا الموظف مكسور الخاطر، مُحطَّمَ الآمال، يُفكِّر في مستقبله وفي تأمين لقمة العيش لنفسه وعياله، واسودت الدنيا في عينيه، وظلَّ يمشي هائمًا على وجهه إلى أن انتهى إلى صاحب دكان يصنع أكلة شعبية، لا يُتقِن صنعها أحد مثله في البلدة، فشرح له حاله، فرقَّ له ورضي أن يُشغِّله عنده، وما زال هذا الفقير في عمله الجديد إلى أن أتقن صُنْع هذه الأكلة، وبعد سنوات مات صاحب الدكان، ولم يكن في البلد مَن يُتقِن صنع هذه الأكلة سواه، واستقلَّ بالعمل، وانهمرت عليه سحائب الثروة، وأضحى من الأغنياء الكبار، وتَجمَّعت عنده الأموال الطائلة، فذهب إلى بنك كبير ليُودِع هذه الأموال، وعندما ذكر لمدير البنك رغبته بإيداع هذا المبلغ رحَّب به، وطلب إليه أن يترك عند الموظف نموذجين من توقيعه، فأجابه يا سيدي: أنا أمي لا أكتب، فقال له المدير: الله أكبر أنت أمي واستطعت أن تجمع هذه الأموال!