Published on Jul 20, 2018 سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم اشترك فى القناة الثانية: تحدي 24 ساعه في المطاعم السريعه ----------------------------------- Snapchat: mr3lwa ----------------------------...
رواه البيهقي في شعب الإيمان (6/264) ثانيا: أما إن وقع السب والشتم بغير وجه حق ، وإنما كرها شخصيا أو بغضا يدفع إليه الحسد ، أو استقباح الهيئة أو النسب أو التصرف أو غير ذلك مما يقع بسببه الناسُ في السب والشتم: فذلك من المحرمات الظاهرة ، ومن سقطات اللسان التي تأكل الحسنات ، وتأتي بالسيئات ، سواء كان في السر أو في العلن. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ) رواه البخاري (رقم/48)، ومسلم (64) وعنه أيضا رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الْفَاحِشِ وَلَا الْبَذِيءِ) رواه الترمذي (1977) وقال: حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي يقول المباركفوري رحمه الله: قوله: ( ليس المؤمن) أي: الكامل. بالطعان) أي: عيَّاباً الناس. ولا اللعان) ولعل اختيار صيغة المبالغة فيها لأن الكامل قل أن يخلو عن المنقصة بالكلية. ولا الفاحش) أي: فاعل الفحش أو قائله. وفي " النهاية ": أي: من له الفحش في كلامه وفعاله ، قيل: أي: الشاتم ، والظاهر أن المراد به الشتم القبيح الذي يقبح ذكره.
[3] حُكْمُ لَعْنِ الْمُعَينِ: ربما يستشكل بعض الناس النهي عن اللعن من النصوص الواردة التي نقلناها مع نصوص أخرى فيها اللعن أو الأمر باللعن مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ الْمَنَارَ". [4] وغير ذلك من النصوص ونقول للجمع بين هذه النصوص لعن المعين ولو كان كافرا لا يجوز إلا من لعنه الشارع بعينه مثل إبليس ومثل أبي لهب، أما لعن من اتصف بوصف فيلعن من اتصف بذلك فلا حرج في ذلك كأن يقول لعنة الله على الظالمين، أو لعن الله اليهود، لأن اللعن قد ورد في حقهم. قال النووي: اتفق العلماء على تحريم اللعن فانه في اللغة الإبعاد والطرد وفى الشرع الإبعاد من رحمة الله تعالى فلا يجوز أن يبعد من رحمة الله تعالى من لا يعرف حاله وخاتمة أمره معرفة قطعية فلهذا قالوا لا يجوز لعن أحد بعينه مسلمًا كان أو كافرًا أو دابةً إلا من علمنا بنص شرعي أنه مات على الكفر أو يموت عليه كأبي جهل وإبليس، وأما اللعن بالوصف فليس بحرام كلعن الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة، وآكل الربا وموكله، والمصورين والظالمين والفاسقين والكافرين، ولعن من غير منار الأرض، ومن تولى غير مواليه، ومن انتسب إلى غير أبيه، ومن أحدث في الإسلام حدثاً أو آوى محدثاً، وغير ذلك مما جاءت به النصوص الشرعية بإطلاقه على الأوصاف لا على الأعيان والله اعلم.
تيسير الكريم الرحمن " (ص/212). وقال تعالى: وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيْلٍ ، إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَىْ الّذِيْنَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِيْ الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ ، أُوْلئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ) الشورى/ 41-42 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الْمُسْتَبَّانِ مَا قَالَا فَعَلَى الْبَادِئِ، مَا لَمْ يَعْتَدِ الْمَظْلُومُ) رواه مسلم (2587) وخير ما دعا به المظلوم على الظالم ، هو ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جابرٍ رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( الَّلهُمّ أَصْلِحْ لِيْ سَمْعِي وَبَصَرِيْ ، وَاجْعَلْهُمَا الوَارِثَيْنِ مِنّي ، وَانصُرنِي عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي ، وَأَرِنِي مِنْهُ ثَأْرِي) رواه البخاري في الأدب المفرد (1/226) ، وصححه الألباني ، وانظر الدعاء للطبراني (1/421 ، 426) يقول الخطيب الشربيني رحمه الله: إذا سب إنسانٌ إنسانا جاز للمسبوب أن يسب الساب بقدر ما سبه ، لقوله تعالى: ( وجزاء سيئة سيئة مثلها) ، ولا يجوز أن يسب أباه ولا أمه ، وروي أن زينب لما سبت عائشة قال لها النبي صلى الله عليه وسلم – كما في سنن ابن ماجة وصححه الألباني -: ( دونك فانتصري) فأقبلت عليها حتى يبس ريقها في فيها ، فتهلل وجه النبي صلى الله عليه وسلم.
[5] لا تسبن أحدًا ولو كان ظالمًا: سَمِعَ ابْنُ سِيرِينَ رَجُلًا يَسُبُّ الْحَجَّاجَ، فَقَالَ: "مَهْ أَيُّهَا الرَّجُلُ، إِنَّكَ لَوْ وَافَيْتَ الْآخِرَةَ كَانَ أَصْغَرُ ذَنْبٍ عَمِلْتَهُ قَطُّ أَعْظَمَ عَلَيْكَ مِنْ أَعْظَمِ ذَنْبٍ عَمَلُهُ الْحَجَّاجُ، وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَكَمٌ عَدْلٌ، إِنْ أَخَذَ مِنَ الْحَجَّاجِ لِمَنْ ظَلَمَهُ شَيْئًا فَشَيْئًا أَخَذَ لِلْحَجَّاجِ مِمَّنْ ظَلَمَهُ فَلَا تَشْغَلَنَّ نَفْسَكَ بِسَبِّ أَحَدٍ". [6] قَالَ زُهَيْرٌ: ومَنْ يَجْعَل المَعْروفَ مِنْ دُونِ عِرضِهِ يَفَرْهُ، ومَنْ لَا يَتَّقي الشَّتْمَ يُشْتَم وَقَالَ مالِكُ بنُ الرَّيْبِ: وقد كُنْتُ محموداً لدى الزّاد والقِرَى وعنْ شَتْمِ إبنِ العَمّ وَالجارِ وانِيا [1] رواه مسلم كتاب البر والصلة والآداب، باب النهي عن السباب - حديث: 4794. [2] شرح النووي على مسلم - 8 / 398. [3] رواه أبو داود- كتاب الأدب، باب في اللعن - حديث: 4280، والبيهقي في الشعب- فصل، حديث: 4928 بسند حسن. [4] رواه مسلم- عن علي رضي الله عنه ، كتاب الأضاحي، باب تحريم الذبح لغير الله تعالى ولعن فاعله - حديث: 3752. [5] شرح النووي على مسلم - 2 / 67.
وإنما يجوز السب بما ليس كذبا ولا قذفا ، كقوله: يا ظالم ، يا أحمق ، لأن أحدا لا يكاد ينفك عن ذلك ، وإذا انتصر بسبه فقد استوفى ظلامته ، وبرئ الأول من حقه ، وبقي عليه إثم الابتداء ، أو الإثم لحق الله تعالى " انتهى. مغني المحتاج " (4/157) والأولى والأكمل والأفضل هو العفو والصفح والتجاوز ، لعل الله أن يتجاوز عنا يوم القيامة ، فالجزاء من جنس العمل. يقول الله عز وجل: وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) الشورى/40 وقال صلى الله عليه وسلم: يَا عُقبَةَ بنَ عَامِر: صِلْ مَنْ قَطَعَكَ ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ ، وَاعْفُ عَمَّن ظَلَمَكَ) رواه أحمد (4/158) وصححه الألباني (السلسلة الصحيحة/891) وعنْ عائشة رضي الله عنْها قالت: سُرِقَتْ مِلْحفةٌ لَهَا ، فَجَعَلَتْ تَدْعُو عَلَى مَن سَرَقَهَا ، فَجَعَلَ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: لَاْ تُسَبِّخِي عَنْهُ) قال أبو داود: لا تسبخي: أي: لا تخففي عنه. رواه أبو داود برقم (1497) وصححه الألباني في (صحيح الترغيب/2468) كما جاء من الآثار عن التابعين ما يدلّ على فضيلة العفو والصفح في الدنيا: قال الهيثم بن معاوية: من ظُلِمَ فلمْ ينتصرْ بيدٍ ولا لسانٍ ، ولم يحقدْ بقلبٍ ، فذاك يضيء نوره في الناس " انتهى.
اللّعان في إيمانه خللٌ ونقص: من اعتاد على اللّعن فإنّ إيمانه ناقص؛ وذلك لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء" [٦] اللّعان محرومٌ من أن يكون صِدِّيقًا: عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا ينبغي لصِدِّيقٍ أن يكون لعَّانًا" [٧] اللعان يحرم أن يكون شهيدًا أو شفيعًا يوم القيامة: عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يكون اللعانون شفعاء، ولا شهداء يوم القيامة " حكم اللعن في الإسلام يتساءل الناس عن حكم اللعن في الإسلام، خصوصًا أنّه من الظواهر المنتشرة، ويشمل هذا اللعن بأحواله كلِّها بما فيه السبّ والشتم والقذف، وقد أجمع العلماء على أنّ حكم اللعن في الإسلام حرام؛ لأنّ من واجب العباد حفظ اللسان عن كلّ ما حرّم الله تعالى، إذ يقول الله في القرآن الكريم: " مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" [٨] ، إذ إنّ العبد مأمورٌ بصيانة جوارحه وحفظ لسانه عن المحرّمات جميعها، خصوصًا أنّ لعن المؤمن له الكثير من العواقب الخطيرة، ووردت فيه الكثير من الأحاديث الشريفة التي تنهى عنه، وربما يظن البعض أن حكم اللعن حرام فقط في رمضان وأثناء الصيام، لكن في الحقيقة أن حكم اللعن محرمٌ في كل وقت سواء في شهر رمضان أو غيره.