Published on Jul 20, 2018 سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم اشترك فى القناة الثانية: تحدي 24 ساعه في المطاعم السريعه ----------------------------------- Snapchat: mr3lwa ----------------------------...
ومن فوائد الصلح: 1- تحل المودة محل القطيعة، والمحبة محل الكراهية. 2- الإصلاح بين الناس يغرس في نفوسهم فضيلة العفو والمغفرة. 3- اكتساب الحسنات ورفع الدرجات. 4- تستقيم حياة المجتمع، ويتفرغ للعمل المثمر. 5- سعادة القلوب، وراحة النفوس من الشحناء والغل والحقد. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين [1] تفسير الطبري رحمه الله (4 /2539). [2] (45 /500) برقم 27508 وقال محققوه: رجاله ثقات رجال الشيخين. [3] سنن الترمذي برقم 2510، وحسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع الصغير 3361. [4] صحيح البخاري برقم 2891، وصحيح مسلم برقم 1009 واللفظ له. [5] برقم 2693. [6] صحيح البخاري برقم 2705، وصحيح مسلم برقم 1557. [7] صحيح البخاري برقم 471، وصحيح مسلم برقم 1558. [8] إعلام الموقعين عن رب العالمين (1 /109-110). [9] صحيح البخاري برقم 2692، وصحيح مسلم برقم 2605، والزيادة له. [10] معالم السنن (4 /123). [11] منهل الفوائد، موضوعات متنوعة للشيخ صالح الخضيري، ص309.
قال ابن القيم رحمه الله: "فالصلح الجائز بين المسلمين هو الذي يعتمد فيه رضى الله سبحانه ورضى الخصمين، فهذا أعدل الصلح وأحقه، وهو يعتمد العلم والعدل فيكون المصلح عالمًا بالوقائع، عارفًا بالواجب، قاصدًا للعدل، فدرجة هذا أفضل من درجة الصائم القائم" [8]. وقد رخص الشارع بالكذب في الصلح لإزالة الوحشة بين المتخاصمين ، وعودة المحبة والألفة بين المسلمين، روى البخاري ومسلم من حديث أم كلثوم رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، فَيَنْمِي خَيْرًا أَوْ يَقُولُ خَيْرًا". زاد مسلم قالت: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس كذبًا إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها [9]. قال الخطابي: "هذه أمور قد يضطر الإنسان فيها إلى زيادة القول ومجاوزة الصدق طلبًا للسلامة ودفعًا للضرر، وقد رخص في بعض الأحوال في اليسير من الفساد لما يرجى فيه من الإصلاح الكبير" [10]. "فأما الكذب في الحرب فهو أن يظهر في نفسه قوة ويتحدث بما يقوي به أصحابه ويكيد به عدوه، وأما الكذب بين الزوجين فمثل أن يعدها ويمنيها ويظهر لها من المحبة أكثر مما في نفسه لتصلح العلاقة بينهما وهي كذلك" [11].
فالمشروع للمؤمنين فيما بينهم الإصلاح مهما أمكن، وعدم إلجاء الخصمين إلى المخاصمة لدى المحاكم، بل يصلحون بينهم، فهذا يتنازل عن شيءٍ، أو هذا يُؤجِّل أو يسمح بشيءٍ من حقِّه، أو ما أشبهه، أو يساعدونه في شيءٍ حتى تكون المسألةُ بين الجميع على وجه التناصح بينهم، والتعاون، وعدم الإلجاء إلى الأحكام، فالصلح فيه خيرٌ عظيم، وفيه مصالح كثيرة. ولهذا قال ﷺ: يُصبِح على كل سُلَامَى من الناس صدقة السُّلَامى: المفصل، وكل إنسان خلقه الله على ثلاثمئة وستين مفصل، فإذا تصدَّق بصدقةٍ، وسبَّح، وكبَّر، وهلَّل، وأعان الرجلَ في دابته فرفع له متاعه، أو أصلح بين اثنين، أو أزال الحجر عن الطريق؛ فكل هذه صدقات يحط الله بها عن هذه المفاصل، وهكذا بكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة، والأمر بالمعروف صدقة، والنهي عن المنكر صدقة، كل هذه صدقات يُؤديها عن هذه النعم التي أنعم الله بها عليه من جهة المفاصل والصحة، ومن جملة ذلك الإصلاح بين الناس، أن تعدل بين اثنين، يعني: تُصلح بين اثنين، هذا مما شرعه الله جل وعلا. كذلك الحديث الثاني: في الإصلاح بين الناس، وأنَّ الإصلاح بين الناس فيه خيرٌ كثيرٌ. الحديث الثاني كذلك حديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، تقول رضي الله عنها أنها سمعت النبيَّ ﷺ يقول: ليس الكذَّابُ الذي يُصلح بين الناس فيقول خيرًا، أو ينمي خيرًا ، لا يُسَمَّى كذَّابًا، بل هو مصلحٌ بين الطائفتين، أو بين القبيلتين، أو بين القريتين، أو بين الشخصين، قالت: "ولم أسمعه يُرَخِّص في شيءٍ مما يقول الناس أنه كذب إلا في ثلاثٍ"، وفي رواية مسلم: "الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، والمرأة زوجها"، لا بأس بالكذب فيها: الكذب في الحرب حتى يخدع العدو من دون إخلالٍ بعهدٍ ولا ذمَّةٍ، لكن يفعل شيئًا يُوهِم العدو خلاف المراد، فيحصل للقوة المسلمة فرصة في قتال عدوهم، مثل: أن يكون العدو متحصِّنًا، فيقول الأمير للجيش أو للسرية: نرتحل، فيرتحلون وقصدهم من هذا أن يخرج العدو، فإذا خرج كرُّوا عليهم، فإذا ظنَّ العدو أنهم انهزموا فتبعهم العدو فكروا عليه، وما أشبه ذلك مما يكون في مصلحة الحرب من دون أن يُخلّ بعهدٍ ولا ذمَّةٍ.